عوامل الإبـــداع. د.فلسفة+الحل باكالوريا 2009
صفحة 1 من اصل 1
عوامل الإبـــداع. د.فلسفة+الحل باكالوريا 2009
الطالبة:
زان حموش..............................قسم: 3تقني رياضي+كل
المقدمــة:
إن مادة الإبداع استمدها الخيال من الواقع فيعمد إلى انتقاء العناصر الواقعية لصبها في قالب جديد مبتكر وبذلك بكون التخيل المبدع هو القدرة على تأليف الصور وإيجاد مركبات بدلالات و وضائف جديدة فهذا التخيل يستطيع الإنسان أن يتجاوز أوضاعه ووقائعه أو كما يرى (بشلار) " هو ملكة الصور التي يقدمها الإدراك بل هي على وجه الخصوص الملكة التي نتحر ربها من الصور الأولى والتي نستبدل بها الصور " والسؤال المطروح:
ما هي عوامل الإبداع هل عوامل الإبداع كامنة في الفرد المبدع أم في المجتمع الواعي المتقدم؟ وبعبارة أخرى:
القضية: الشروط الاجتماعية الإبداع:
يكاد لا يوجد جانب من جوانب التخيل المبدع إلا وللذكاء أثر فيه. إذ هو الذي يساعد المخيلة على اقتحام المشاكل وإيجاد حلول لها وتناول المدركات بالتنميق إذ يركب بعضها ستارا ويخفيها، ويبدو هذا النشاط جليا في بعض الصور الجديدة وتنظيمها وفق شروط معينة، لأن الحاجة إلى الإبداع لها صلة مباشرة بحوادث الحياة العامة، ومن ضمنها الحياة الاجتماعية، فالحاجة الاجتماعية ومتطلباتها هي التي اضطرت الإنسان على الإبداع . وتتقدم هذه الحاجة دائما في شكل " مشكلة اجتماعية " تتطلب حلا مناسبا. فإبداع الإنسان للطائرة أو الحافلة أو الآلة الكاتبة كل هذا تقدم في شكل مشاكل اجتماعية خاصة . لهذا يقول الفيلسوف الفرنسي ( ريبو) " مهما كان الإبداع فرديا . فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي ".
إن إبداع الإنسان للأسلحة ووسائل الدمار و ابتكاراته التكنولوجية وأجهزته العلمية ومختلف وسائلة التقنية مظهر من مظاهر متطلبات الحياة الاجتماعية إما لدفع الضرر أو لجلب المنفعة ونجد دور هذا الدافع في اليابان التـي كانت مجرد دولة متخلفة قبل الحرب العالمية الأولى . غير أن الحاجة إلى إثبات الوجود ، دفعت بعلمائها إلى البحث والتقصي وبذلك تكون الحاجة أم الاختراع . ومما يؤكد ذلك ، أننا نلاحظ أن كل اختراع لا يتم إلا إذا سمح الفكـــــــر الاجتماعي به . فاليابان بما توفره من شروط اجتماعية أي من وسائل وتقنيات تفرض على الإنسان الياباني أن يبدع في جميع الميادين حتى يبقى هو سيد أوضاعه .
وهكذا أن للوسط الاجتماعي تأثيرًا كبيرًا في صور وأساليب الإبداع وأشكاله . حيث أن الواقع الاجتماعي بما فيه من علماء وأدباء وفلاسفة ومدارس وجامعات ، وإنما يفرض بواسطة هؤلاء نمطا فكريا على أفراده الذين يعملون تحت تأثيره على تجسيد هذا النمط الفكري في أشياء ،فلم يكن بإمكان العالم الفيزيائي الإنجليزي ( ماكسويل) مثلا أن يكتشف الأمواج الكهروطيسية وسرعة انتشارها في القرن العاشر.لأن هذا الاكتشاف ، يقوم على أبحاث ووسائل ومناهج ونظريات لم تكن موجودة في مجتمعات القرن العاشر .
يتضح لنا أن المسائل العلمية يجب أن تتهيأ معها أسباب الاختراع والإبداع خاصة منها الاجتماعية التي تعمل على تحريضه . وقد تؤدي هذه الأسباب إلى تحقيق الإبداع في بلد دون آخر وفي زمان دون آخر .
مناقشـــة:
هذا لا يعني أن الإبداع ظاهرة اجتماعية بالذات كما زعم المفكر الفرنسي ( ريبو) وبعض الفلاسفة فلا يعقل أن يحصل اختراع كلما احتاج المجتمع إلى هذا الاختراع مهما كانت الشروط الاجتماعية والوسائل التي يوفرها ، لأن هذا مخالف للواقع كما لا يمكن لكل أفراد المجتمع الواحد أن يبدعوا . وهذا يدل على تدخل العوامل الذاتية من عناصر انفعالية وفكرية في عملية الإبداع .
النقيض : العـوامل الذاتية:
يروي ( ابن سينا) أنه كثيرا ما كان يجد حلولا لمشكلاته التي استعصت عليه أثناء النوم. كما يروي لنا تاريخ الأدب الإنجليزي أن الشاعر ( كولردج) غلبه النعاس ذات يوم وهو يطالع ثم أفاق مضطربا مشبوب العاطفة وشرع يكتب قصيدته الشهيرة "KUBLA KHAN" فلما وصل إلى البيت الرابع والخمسين كفّ عن الكتابة ولم يستمر في كتابتها. كما يذكر العالم الرياضي الفرنسي (بوانكاري) أن جل حلول مشكلاته الرياضية وردت فجأة وبعيدا عن ميدان عمله وفي مناسبات غير عادية .
يتضح لنا من الأمثلة السابقة أن الإبداع كثيرا ما يرد فجأة وبصورة مباشرة . لذا يقرر (ريبو) أن كل صور الإبداع مصحوبة بالعناصر الانفعالية وأن كل عناصر الانفعال تؤثر في الإبداع .
وقد حاول بعض المفكرين تحليل ظاهرة الإبداع تحليلا نفسيا ، فذهبوا إلى أن الاختراع نتيجة لسلسلة من الأعمال اللاشعورية أي أن معظم عناصر تخيلاتنا تتجمع في اللاشعور وتخزن الصورة المبدعة للعقل الباطن ثم تندفع دفعة واحدة . فاكتشاف ( نيوتن) لقانون الجاذبية إنما لشدة التفكير فيه ويقول " إنني لأضع موضوع بحثي نصب عيني دائما وأنتظر حتى يلمح الإشراق الأول علي شيئا فشيئا إلى نور جلي ".
ونستخلص من هذا الرأي أن العوامل الذاتية هي وحدها التي تبرز إبداع الفرد
مناقشـــة:
لقد ركز أصحاب هذه النظرية على العوامل النفسية من " وجدان [size=9]– حماسة – اهتمام وعناصر عقلية أخرى". على حساب عوامل أخرى لها قيمتها العظمى في العملية الإبداعية فالمجتمع هو الذي يقدم للمبدع الوسائل المادية والمعنوية . ولا يجب أن نبالغ في تفسير ظاهرة الإبداع تفسيرا لا شعوريا أو برده إلى الإلهام لأن التعليل اللاشعوري يشير إلى عدم إمكانية إيجاد التفسير المناسب للاختراع .
التركيــب :
وهكذا نلاحظ أن كل إبداع تسبقه مرحلة التحضير والتحليل وأخيرا مرحلة التركيب التي تتمثل في تأليف العناصر المفككة في صور مبدعة .
وإذا كان الإبداع يستمد بعض عناصره من المجتمع فهو من جهة أخرى يستمد حيوته من الميول ، فيجد في التنافس ميدانا خصبا لنشاطه في المجالات العلمية ذات الطابع السلمي أو الحربي بين الدول في صراعها من أجل توفير المجالات الحيوية .
الخاتمــة:
نستنتج مما سبق ، أن الإبداع ليس مجرد إلهام مفاجئ أو عملية حدسية فقط أو ظاهرة لا شعورية ، بل تمتد جذوره داخل الحياة الاجتماعية التي يمتص منها المبدع مادته وقدرته على تصور الأفضل والأنسب له فاللغة وأسلوب التفكير والثقافة الاجتماعية كل ذلك يساهم في عملية الإبداع فضلا عن درجة المجتمع الذي يتوقف الإبداع عليها .
زان حموش..............................قسم: 3تقني رياضي+كل
عوامل الإبـــداع.
المقدمــة:
إن مادة الإبداع استمدها الخيال من الواقع فيعمد إلى انتقاء العناصر الواقعية لصبها في قالب جديد مبتكر وبذلك بكون التخيل المبدع هو القدرة على تأليف الصور وإيجاد مركبات بدلالات و وضائف جديدة فهذا التخيل يستطيع الإنسان أن يتجاوز أوضاعه ووقائعه أو كما يرى (بشلار) " هو ملكة الصور التي يقدمها الإدراك بل هي على وجه الخصوص الملكة التي نتحر ربها من الصور الأولى والتي نستبدل بها الصور " والسؤال المطروح:
ما هي عوامل الإبداع هل عوامل الإبداع كامنة في الفرد المبدع أم في المجتمع الواعي المتقدم؟ وبعبارة أخرى:
هل عوامل الإبداع ذاتية أم اجتماعية ؟
القضية: الشروط الاجتماعية الإبداع:
يكاد لا يوجد جانب من جوانب التخيل المبدع إلا وللذكاء أثر فيه. إذ هو الذي يساعد المخيلة على اقتحام المشاكل وإيجاد حلول لها وتناول المدركات بالتنميق إذ يركب بعضها ستارا ويخفيها، ويبدو هذا النشاط جليا في بعض الصور الجديدة وتنظيمها وفق شروط معينة، لأن الحاجة إلى الإبداع لها صلة مباشرة بحوادث الحياة العامة، ومن ضمنها الحياة الاجتماعية، فالحاجة الاجتماعية ومتطلباتها هي التي اضطرت الإنسان على الإبداع . وتتقدم هذه الحاجة دائما في شكل " مشكلة اجتماعية " تتطلب حلا مناسبا. فإبداع الإنسان للطائرة أو الحافلة أو الآلة الكاتبة كل هذا تقدم في شكل مشاكل اجتماعية خاصة . لهذا يقول الفيلسوف الفرنسي ( ريبو) " مهما كان الإبداع فرديا . فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي ".
إن إبداع الإنسان للأسلحة ووسائل الدمار و ابتكاراته التكنولوجية وأجهزته العلمية ومختلف وسائلة التقنية مظهر من مظاهر متطلبات الحياة الاجتماعية إما لدفع الضرر أو لجلب المنفعة ونجد دور هذا الدافع في اليابان التـي كانت مجرد دولة متخلفة قبل الحرب العالمية الأولى . غير أن الحاجة إلى إثبات الوجود ، دفعت بعلمائها إلى البحث والتقصي وبذلك تكون الحاجة أم الاختراع . ومما يؤكد ذلك ، أننا نلاحظ أن كل اختراع لا يتم إلا إذا سمح الفكـــــــر الاجتماعي به . فاليابان بما توفره من شروط اجتماعية أي من وسائل وتقنيات تفرض على الإنسان الياباني أن يبدع في جميع الميادين حتى يبقى هو سيد أوضاعه .
وهكذا أن للوسط الاجتماعي تأثيرًا كبيرًا في صور وأساليب الإبداع وأشكاله . حيث أن الواقع الاجتماعي بما فيه من علماء وأدباء وفلاسفة ومدارس وجامعات ، وإنما يفرض بواسطة هؤلاء نمطا فكريا على أفراده الذين يعملون تحت تأثيره على تجسيد هذا النمط الفكري في أشياء ،فلم يكن بإمكان العالم الفيزيائي الإنجليزي ( ماكسويل) مثلا أن يكتشف الأمواج الكهروطيسية وسرعة انتشارها في القرن العاشر.لأن هذا الاكتشاف ، يقوم على أبحاث ووسائل ومناهج ونظريات لم تكن موجودة في مجتمعات القرن العاشر .
يتضح لنا أن المسائل العلمية يجب أن تتهيأ معها أسباب الاختراع والإبداع خاصة منها الاجتماعية التي تعمل على تحريضه . وقد تؤدي هذه الأسباب إلى تحقيق الإبداع في بلد دون آخر وفي زمان دون آخر .
مناقشـــة:
هذا لا يعني أن الإبداع ظاهرة اجتماعية بالذات كما زعم المفكر الفرنسي ( ريبو) وبعض الفلاسفة فلا يعقل أن يحصل اختراع كلما احتاج المجتمع إلى هذا الاختراع مهما كانت الشروط الاجتماعية والوسائل التي يوفرها ، لأن هذا مخالف للواقع كما لا يمكن لكل أفراد المجتمع الواحد أن يبدعوا . وهذا يدل على تدخل العوامل الذاتية من عناصر انفعالية وفكرية في عملية الإبداع .
النقيض : العـوامل الذاتية:
يروي ( ابن سينا) أنه كثيرا ما كان يجد حلولا لمشكلاته التي استعصت عليه أثناء النوم. كما يروي لنا تاريخ الأدب الإنجليزي أن الشاعر ( كولردج) غلبه النعاس ذات يوم وهو يطالع ثم أفاق مضطربا مشبوب العاطفة وشرع يكتب قصيدته الشهيرة "KUBLA KHAN" فلما وصل إلى البيت الرابع والخمسين كفّ عن الكتابة ولم يستمر في كتابتها. كما يذكر العالم الرياضي الفرنسي (بوانكاري) أن جل حلول مشكلاته الرياضية وردت فجأة وبعيدا عن ميدان عمله وفي مناسبات غير عادية .
يتضح لنا من الأمثلة السابقة أن الإبداع كثيرا ما يرد فجأة وبصورة مباشرة . لذا يقرر (ريبو) أن كل صور الإبداع مصحوبة بالعناصر الانفعالية وأن كل عناصر الانفعال تؤثر في الإبداع .
وقد حاول بعض المفكرين تحليل ظاهرة الإبداع تحليلا نفسيا ، فذهبوا إلى أن الاختراع نتيجة لسلسلة من الأعمال اللاشعورية أي أن معظم عناصر تخيلاتنا تتجمع في اللاشعور وتخزن الصورة المبدعة للعقل الباطن ثم تندفع دفعة واحدة . فاكتشاف ( نيوتن) لقانون الجاذبية إنما لشدة التفكير فيه ويقول " إنني لأضع موضوع بحثي نصب عيني دائما وأنتظر حتى يلمح الإشراق الأول علي شيئا فشيئا إلى نور جلي ".
ونستخلص من هذا الرأي أن العوامل الذاتية هي وحدها التي تبرز إبداع الفرد
مناقشـــة:
لقد ركز أصحاب هذه النظرية على العوامل النفسية من " وجدان [size=9]– حماسة – اهتمام وعناصر عقلية أخرى". على حساب عوامل أخرى لها قيمتها العظمى في العملية الإبداعية فالمجتمع هو الذي يقدم للمبدع الوسائل المادية والمعنوية . ولا يجب أن نبالغ في تفسير ظاهرة الإبداع تفسيرا لا شعوريا أو برده إلى الإلهام لأن التعليل اللاشعوري يشير إلى عدم إمكانية إيجاد التفسير المناسب للاختراع .
التركيــب :
وهكذا نلاحظ أن كل إبداع تسبقه مرحلة التحضير والتحليل وأخيرا مرحلة التركيب التي تتمثل في تأليف العناصر المفككة في صور مبدعة .
وإذا كان الإبداع يستمد بعض عناصره من المجتمع فهو من جهة أخرى يستمد حيوته من الميول ، فيجد في التنافس ميدانا خصبا لنشاطه في المجالات العلمية ذات الطابع السلمي أو الحربي بين الدول في صراعها من أجل توفير المجالات الحيوية .
الخاتمــة:
نستنتج مما سبق ، أن الإبداع ليس مجرد إلهام مفاجئ أو عملية حدسية فقط أو ظاهرة لا شعورية ، بل تمتد جذوره داخل الحياة الاجتماعية التي يمتص منها المبدع مادته وقدرته على تصور الأفضل والأنسب له فاللغة وأسلوب التفكير والثقافة الاجتماعية كل ذلك يساهم في عملية الإبداع فضلا عن درجة المجتمع الذي يتوقف الإبداع عليها .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى